الخاطرة السادسة والثلاثون . خلوة الذاكرين . ما أجمل أن تكون معه ، وأن تأنس بخلوتك إليه ، وأن تجد في خلوتك أسمى معاني الأنس به ، لا فرق عندك بين النور والعتمة ، فنوره سبحانه يغمر قلبك ويعمره ويكفيك ، ويا له من فيض كرم أن تكون لحظات سعادتك ودفئك هي لحظات خلوتك وانقطاعك إليه ، وفراغ قلبك له ، فإني لأكاد أجزم أنها أول درجة في سلم اليقين ، وأول أنس لك تلقاه في أولى خطوات الوحدة والإفراد من المال والجاه والولد ، فقد عودتها ذلك ودربتها عليه من قبل أن تحمل عليه حملا ، فاجعل لنفسك من الأنس نصيبا اليوم لتراه فرطا لك في أول منازل الآخرة ، وكن له يكن لك ، واكتف به يكفك ، واستعن به يعنك ، واستغن به يغنك غنى حقيقيا لا فقر معه ولا بعده . د محمد مختار جمعة
إتبعنا